الدكتور المؤلف سالم مجيد الشماعSalim Al Shamma

لوحة نينوى

لوحة نينوى

نينوى مدينة اثرية تعتبر من اقدم واعظم مدن العصر القديم, عاصمة الامبراطورية الاشورية. واستبيحت بحرب شوارع  و دمرت في ٦١٢ ق.م من قبل ملك بابل بتحالف الميديين والكلديون والارمن والكيميريون والفرس فسقطت الامبراطورية كلها. ومن خلال التنقيبات في تل قوينجق تبين وجود طبقات تؤشر بقايا الحضارات التي توالت عليها ففي اسفل طبقاتها الاولى وجدوا ان نينوى كانت قرية صغيره على التقاء نهر الخوصر بنهر دجله تؤرخ فترة 6500 ق.م.  ووجدوا في بقايا الطبقه الخامسه تؤرخ حكم الاكديون 2500 ق.م. والتي اسس فيها الملك اداد الاول معبد عشتار.
في التاسع عشر ق.م نشأت المملكة الاشورية واصبحت نينوى عاصمتها وضمت ما يسمى حاليا تل النبي يونس. توالى ملوك اشور ونقلت العاصمة الى اماكن مثل مدينة كالخ اي كالاي النمرود حاليا … وفي عهد الملك سنجاريب عادت نينوى عاصمة وجعلها اعلى مكانه عمرانيا وفنيا وعلميا, كتب تأريخ انجازاته على جدران المعابد والقصور والمباني … واصبحت نينوى بمساحة تصل الى ٧٥٠ هكتار حصين بسورها ذو الـ ١٥ باب وشارع ملكي بمسلات جانبية وابدع في السيطرة على المياه, وسكانها وصلوا الى ١٥٠ الف نسمة. ولما مات اشور بانيبال عام ٦٢٧ ق.م تفككت الامبراطورية وانتهت نينوى كمدينة في ٦١٢ ق.م.
ذكرت نينوى في التوراة في سفر يونان ٣:٣ وكانت ملاذ الشريعة المسيحية من خلال وجود الكنائس الشرقية وصوم نينوى الذي يؤرخ المدة التي قضاء النبي يونان اي يونس داخل الحوت. وذكرت في القرآن في سورة يونس ٩٨ والصافات ١٤٧ حيث نجى الله سكان نينوى من العذاب.

من الابداعات العمرانية قصري سنحاريب واشور بانيبال. قصر سنحاريب فيه ٨٠ غرفة ومساحة مئة الف متر مربع بنقوشات ورسوم امام الحروب والمياه وبناء بحجر الطوب وخشب الارز والصنوبر والعاج والمرمر. واعمدة البرونز وحديقة عظيمة وبستان عظيمة بجانب القصر فيها جنائن نينوى المعلقة … وكان فيها مكتبة آشور بانيبال ٢٠٩٤٣ لوح طيني تحتوي على ١٢٠٠ موضوع مميز فيها ملحمة كلكامش وقصة الخلق البابلية واسطورة أدبا والرجل الفقير من نيبور معظمها باللغة الاكدية وقد جمعها اشور بانيبال من ارجاء ما بين النهرين … وهي محفوظة في المتحف البريطاني.
في اللوحة عدد من ما تميزت بها نينوى التراثية … فالعجلة أول من اخترعها هم السومريين قبل ٣٠٠٠ ق.م ولكن اول من صنع الاطارات من المعدن (الحديد والنحاس والبرونز) هم الاشوريون. واستعملوها في عربات الحروب اولا ثم في القنص وللترويح عن النفس في السفرات الاجتماعية.
والمسلات أهمها المسلة البيضاء (مسلة اشور ناصر بال الاول)  هي عامود حجري منحوت من حجر الجير, ترجع الى الدولة الاشورية القديمة ١٠٥٠-١٠٣١ ق.م وجدوها على بعد ٦٠ متر من قصر سنحاريب, ارتفاعها ٢٨٤ سم بعرض ٤٨ سم, رباعية الاوجه بنقوش محفورة للحملات العسكرية والنشاطات الحياتيه … موجودة حاليا في المتحف البريطاني مع المسلة السوداء (مسلة شلما ناصر الثالث حكم ٨٥٨-٨٢٤ ق.م) والتي تعتبر مهمة لانها تؤرخ جمع الجزية من الرموز اليهودية.

وهناك مسلات بأنواع اخرى مثل مسلة اداد نيراري الثالث, ابن سمير اميس, والتي كانت وصيته لكونه طفلا قبل الملوكية (٨١٠-٧٨٣ ق.م) قاد جيوشه القوية لتوسيع مملكة اشور الى الغرب والشمال.

وفي اللوحة رسمت المسلة وهي عباره عن طبقه من الحجر محفور عليها تمثال بارز للملك اداد تجده واقفا ممسكا الصولجان والاخرى مرفوعة الى الاعلى وفوق رأسه الالهة برموزها سين وآشور وعشتار وانليل واداد وسيبتي.
خلف المسلمة يوجد المسقط الافقي للقصر الشمالي لاشور ناصربال الثاني فيه قاعة عرش باهرة النحت بنقوش بارزة لبطولات المعارك تحرس بوابته للثيران المجنحة وتسمى لاماسو من الكتل الحجرية العظيمة. 
ثم في اسفل وسط اللوحة هنالك رأس لتمثال يسمى الرجل العقرب … وحش مجنح له رأس انسان وجسد نصفه لطائر ونصفه الاخر لعقرب وضع اثنان منه على طريق القصر – المعبد
ثم هناك رسم صغير لجزء من ختم اسطواني الشكل منقوش عليه حيوان كاسر يهاجم غزال هارب.
ولابد ان نذكر ان الكتابة المسمارية وهي التي تنقش فوق الواح الطين والحجر والشمع والمعادن … ترجع رواجها الى ٣٠٠٠ ق.م في وادي الرافدين (السومرين والبابليون والاشورين) تطورت من صورية الى شكل مسامير. اعتمدت الكتابة اللغة الاكدية ٢٤٠٠ ق.م ثم اللغة الاشورية والبابلية لتروي السجلات الرسمة وتأريخ الملوك واعمالهم والشؤون الحياتية والتشريعات.

اقرأ المزيد »