---

مفهوم النفس والروح والرد على هيئة تحرير مجلة نصف القمر

مفهوم النفس والروح

وصلتني مقالة بالعنوان اعلاه للدكتور مصطفى محمود عن طريق الانترنت بتاريخ 27\9\2013 واود هنا مناقشة الموضوع بصورة علمية بحتة

وفيما قاله عن النفس والروح موازيا لما قاله عديد من علماء الفقه والتفسير فيه ما يؤيده المنطق ولكون الموضوع فيه ايضا غيبيات لا يمكن تجاهلها فهنالك منطق اخر جدير بالاحترام

ذكرت مقالته ان النفس هي التي تموت وان النفس هي التي تحاسب يوم القيامة وهذا كلام لا خلاف عليه … ولكني اضيف هنا ان المحاسبة تسقط بالنسبة للطفل والانسان الذي به جنة او نقص شديد في الادراك والوعي و هؤلاء لم يعودوا مسؤولون عن ما يفعلون .

ولأننا نعلم ان العقل هو الذي يحرك الانسان ليقوم باي شئ فيزائيا او فكريا  ولكن عندما يكتمل عقله تكون المسؤولية كاملة .

وعليه فان محاسبة الانسان يوم القيامة تنصب على عقله وهو صنو للنفس … أي بلغة العلم العقل والنفس والعكس صحيح ، والعقل موضعه دماغ الانسان لأن خلاياه تحوي كل المعلومات والاوامر الموروثة عن الاب والام زائدا كافة ما حصل ويحصل عليه بواسطة الحواس الخمسة وكلها مختزنة في الخلايا العصبية كما ان الدماغ يتواصل مع كافة خلايا الجسم .

ورب سائل يسأل عما يعنيه العقل = النفس بالنسبة للحيوان والنبات . اقول ان كل شئ حي فيه مورثات (جينات) تجعله يتصرف ويعيش باوامرها ومعلوماتها ، وايضا بما يختزن فيه خلاياه العصبية او ما يقابلها في جسم الحيوان او النبات و تزداد هذه المعلومات بما تأتيه من المحيط الذي يعيش فيه .

هذا هو المنطق العلمي ولا ارى أي انتقاص فيه لما ورد في القرآن الكريم … وهو كلام مقنع يخلو من انشاء او تصور غيبي .

يقول الدكتور مصطفى ان النفس عنده نفسان فاما هي نفس مضيئة وسماها النفس المرتقية تشاكل الروح حيث تنجذب وتصعد اليها  وتسمو فوق المثل والاخلاق الربانية  يقربها الله من عرشه  ، والاخرى المظلمة تهبط الى الجسد بغرائزه وشهواته وبفجورها الى الدرك الشيطاني

الم يكن الاجدر ان نقول النفس =العقل اذا اتصف باخلاق حميدة وافعال جيدة فان صاحبه يذهب الى الجنة ، واذا اتصف بافعال ظالمة قاسية واخلاق متحللة فمصيره النار.

ويقول ايضا ان النفس هي التي تولد وتبعث وتحاسب وهذا ايضا صحيح لأن الانسان كما قلنا يأتي الى الدنيا بالمورثات وهذه هي نفسه التي تحتوي العقل ويتكامل بمرور الزمن عند البلوغ.

وعن الروح فقد ذكر في مقالته انها لا مكان لها في جنة او جحيم ولا تحاسب يوم القيامة انما هي نور من نور الله فهل هذا يعني ان الله له نور يوزع شيئا منه تسمى روح يودعها  لكل جسد من البشر !! وماذا عن باقي مخلوقات الله من حيوان ونبات وملائكة وجن؟ ثم يقول بان الروح وهي نور من الله تعود الى مستودعها السابق وهو عالم المثال النوراني الذي يستمد قدسيته و نورانيته من كونه من الله ومن امر الله. وان العالم المثال النوراني الذي تنضوي تحته كل الارواح التي كانت للبشر سواء تلك التي كانت عائدة للذين يذهبون الى الجنة او النار .

هذا كلام فيه كثير من الغيب وفيه خيال لان القران وهو كلام الله لم يذكر شيئا واضحا عن الروح سوى انها من امره تعالى .

لنتأمل هذه الآية : ( يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ) غافر 15

الا يعني ذلك ان من يتلقى الروح (الامر) هو النبي الذي ينذر قومه من يوم الحساب ؟

اقول ان الروح كلمة ابهمها الله وجعلها من خصوصياته وليس علينا الا القبول كما هي كثير من غيبياته مثل جنة المأوى ، يدالله ، عرش الرحمن ، كرسيه ، استوى على الماء … وكثير غيرها.

والله من وراء القصد

الى هيئة  التحرير مجلة نصف القمر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لوضع اسمي كمعد لمقالة النفس والروح للدكتور مصطفى محمود وانتم تعلمون بانني لم اكن معد هذه المقالة … التي هي اختصار مما قد كتبه الاستاذ العالم د.مصطفى والذي اكن له اعجابا شديدا واحتراما لأرائه  والمنشورة في العدد الخامس والسبعون غرة رجب 1435 – ايار 2014

وتعلمون ايضا ان لي رأيي الخاص ( الرأي الآخر) في مفهوم النفس والروح مبني على العلم والمنطق بمقالة ارسلتها اليكم … وليس فيها أي مأخذ مما قد كتبه الدكتور ماهر حامد الحولي بمقال حول حدود وقيود حرية الرأي والتعبير في الاسلام منشور في نفس العدد من المجلة اعلاه

على كل حال هي مجلتكم ولكم كل الحق ان تختاروا او ترفضوا أي مقالة تصلكم … وسوف اتواصل معكم بمقالات لكم ان تنشروها او تتحفظوا عليها … ولكن لي الحق بوضع كتابتي هذه مع مقالتي حول النفس والروح على موقعي الخاص ولو ارتأيتم ان تذكروا في عددكم القادم ان معد مقالة الدكتور مصطفى محمود ليس الدكتور سالم مجيد الشماع وانما معدها ( لست ادري من هو) فانكم بذلك تسدون فضلا علي

مع التقدير والاحترام

د.سالم مجيد الشماع

«العودة