خاطرتان عن العقل

العقل هو مصدر كل ما يفعل الانسان من حركة واحساس وتفكير وسلوك.
العقل اذن هو المسؤول الاول والاخير عن ذلك إلا اذا كان الانسان طفلا او مجنونا او دون وعي.
وضع الانسان حدا بين الطفل والبالغ للمسؤولية القانونية, الله تعالى لم يضع حدا … ولكنه يحاسب العقل (النفس) عما فعل في الحياة الدنيا.
عقل الانسان لايكتمل في وقت محدد ما دام انه يتشكل وينمو من خلال ما يدخل في عصبونات دماغه من معلومات تنقلها اليه حواسه, وما يتداوله ويناقشه مما قد رسب فيها ثم يتوصل الى قناعات خاصة به.
يضمحل عقل الانسان في الشيخوخة ويفقد كثيرا منه حسب حالة تفعيل خلايا الدماغ وتأثير ما يحدث له من تغيرات فسيولوجيه وتشريحية.
عقل الانسان عند الرضيع يشمل الحركة والاحساس غير الارادي, دون تفكير وسلوك ارادي … والمسؤول عن ذلك هو المعلومات والاوامر التي تحتويها الجينات التي تسير الحياة في خلايا وانسجة واعضاء الجسم.
يبدئ عقل الانسان بابداء احتواء الحركة والاحساس والسلوك والتفكير اراديا بُعيد الاشهر الاولى من حياته.
ويبدئ العقل بالنمو ضمن فعالية الجينات, ثم يأتي وقت يسيطر العقل على سلوكه وتفكيره بعيدا عن الجينات وقد تتغير قسم منها بهذا التأثير.
هناك توازن بين العقل والجينات وهي التي يؤدي الى تكون شخصية الانسان وسلوكياته.
تجد طفلا وهو مثلا في العاشرة من عمره يتمتع بالصحة النفسية والجسمية على ما يرام ولسبب ما يمتنع عن التعامل ايجابيا في تعلم دروس الحساب, جدول الضرب والقسمة أو حفظ قصيدة شعر على الغيب. بينما تجده متمكن في تشغيل الالات الالكترونية والعابها بصورة مدهشة.
ولابد ان هناك سبب او اسباب قد تكون في المدرسة او البيت. واكثر هؤلاء يتناسون ما كانون يعانون في اثناء طفولتهم ودراستهم ويتغلبون على هذه المعاناة تماما, وقد يبقى قسم منها معلقا نتيجة ضعف في الجين الذي اضعفه تأثير التفكير (العقل) او الادراك الحسي في اثناء طفولته.
ان قناعة الانسان طفلا او بالغا واعتقاده وايمانه بأي امر من الامور هو الدافع الرئيسي لسلوكه.
وهناك بحوث جديدة تؤكد ان دافع التعلم عند الاطفال تتزايد بالحصول على جائزة (مادية أو معنوية).

تفسير علمي لاية من القرآن الكريم

“ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين” يونس 99
نزلت على النبي على الاكثر في مكة. ليعلم الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم بأن من يقدر على جعل الناس في الارض مؤمنون هو الله تعالى فقط لاغيره …. وعليك اخبار الناس ان يؤمنوا ولا تكرههم لانك لست قادرا على ذلك.
الايمان بمقدرة الله ليس محل نقاش, ما دام الشخص قد آمن بالله … فالنقاش هو عن طريقة جعل الناس يؤمنون بالله … نقاش علمي صرفي لا يؤدي إلا لزيادة الايمان بقدرة الله وبه … وما دام الله قد اخبر النبي في الاية 100 من سورة يونس:
“وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون”
أخبره ان الايمان بإذن الله … ويجعل العذاب والكفر (الرجس) على الذين لا يعقلون ذلك … والعاقل من يفهم ذلك .. عن طريق البحث والعمل .. ان عقل الانسان هو الذي يرسب فيه (خلاياه) القناعة والاعتقاد والايمان. وهذا الايمان هو الذي يدفعه الى اظهار ايمانه, وان ذلك متوافق مع الجينات المسؤولة عن هذا الايمان.
والله تعالى – كما أومن بذلك – قد وضع نظاما متكاملا عندما امر بنشوء الكون ثم الحياة على الارض ومن ضمنهم الانسان. ووضع لها زمنا واخبر بأن ذلك سيكون له مستقر … وكل شيء احصاه ومكتوب في اللوح المحفوظ.
فلو كان قد اراد الله تعالى ان يكون كل الناس جميعهم يؤمنون به لجعل هناك في جينوم الانسان جين خاص بالايمان .. وامره ان لا يتغير بتغير الزمن وتأثيراته … حيث اننا نعلم ان الجينات قد تتغير بالتأثيرات المحيطة بالانسان واعطاه حرية الاعتقاد والايمان عندما يكون عقله قد وصل الى درجة من البلوغ يستطيع معه الاقرار بالايمان من عدمه وقد يكون اقراره عرضة للتغير فيما بعد.

«العودة