من وحي صدقة جارية لابي

من وحي (صدقة جارية لأبي) المنشورة على الفيس بوك في 4/8/2018

اقول ان الانسان محكوم بعقله … والعقل ياتي من فعالية الجينات التي ورثها من اهله ( والديه واجداده)  التي فيها الاوامر والمعلومات والتعليمات بكيفية التنفيذ والممارسات . وكل ذلك موجود في الانسان عند مجيئه الى الدنيا، وسرعان ما يدخل الى خلايا دماغه ملايين الملايين المعلومات عبر حواسه الخمسة شاء ام ابى وبمرور الوقت ينمو العقل الباطن (الذاكرة المستديمة) وعندما يقارب الانسان العشرين من العمر يكون قد وصل الى درجة من التعقل بحيث يستطيع اعطاء قرارات بشأن حياته اليومية والمستقبلية وكيف يتعامل مع المجتمع ومنها القرارات التي تخص الدين ومتطلباته.

ان الله يفعل ما يريد وما يشاء … يعفو عن من يشاء ويتوب على من يشاء ويرضى عن من يشاء ويحب من يشاء …

قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)  المائدة 54

(وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) التوبة 118

(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 100

وان هذه الايات تدل على ان الله يحبنا ويتوب علينا ويرضى عنا قبل ان نحبه ونتوب اليه ونرضى عنه …

ان الله جعل في جينات كل شخص ما يريده تعالى، وقد سبق ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ لا يغيره الله كما قال (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِم) الرعد 11

والنفس هي العقل والجينات التي يحاكمها الله عز وجل يوم القيامة وقد كتب الله كل شاردة وواردة حدثت وتحدث في الكون وفي كل لحظة منذ بدء الخليقة الى مستقرها … ولا تتغير كما قال تعالى (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) التوبة 51

ولا يستطيع الانسان ان يفعل شيئا الا بما اعطاه الله من امكانية كقوله تعالى (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) الكهف 84.

لقد وضع الله في الانسان جينات تتغير حسب التأثيرات النفسية والكيميائية والبايولوجية والجسمانية .

التاثيرات النفسية مثل تلك التي تؤدي الى رضوخ العقل الى المنطق والموافقة والتوافق والتواصل المستمر لتأثيراتها مثل الصلاة (خمس مرات تأملية باليوم مع قراءة من ايات بينات واعادتها يوميا) لا بد ان تؤدي الى تغير بعضا من الجينات المسؤولة عن الايمان وهذه هي الاسباب في رضا الله وحبه وعفوه عن العبد .

اذن ما كتبه الله في اللوح سوف يحصل بحذافيره، اما الدعاء فهو جزء من التأمل والخشوع والتأثير على العقل الباطن بأن يحد من الافكار الناشزة والركون الى افكار فيها الخير، فإن لم يحدث ما قد طلب في دعاءه فعليه الركون الى الصبر والتصابر لعل الزمن يفتح له بابا كما قد قدره الله تعالى فإن لم يفتح فإن ذلك من سبب ما والله قد جعل لكل شيء سببا .

بغداد 7/8/2018

سالم الشماع

«العودة