خاطرة تراثيات طبية
خاطرة
تراثيات طبية
كيف كان اطباء العرب والمسلمون التراثيون يرون الادوية ومميزاتها وتحضيراتها والحفاظ عليها؟ نحن نعرفها اليوم بعلم الادوية والصيدلية….وهم كانوا يقولون عنها “القوانين الخاصة لاحوال المفردات والمركبات” ويعتبرون ذلك فناً عظيماً.
يقول الانطاكي* في كتابه (التذكرة) في الباب الثاني عشر منه: ان كل دواء مفرد يفتقر الى قوانين عشرة:
1- ذكر اسمائه بالالسن المختلفة ليعم نفعه.
2- ذكر ما هيته من لون ورائحة وطعم وتلزج وخشونة وملامسة وطول وقصر.
3- ذكر جيده ورديئه ليؤخذ او يجتنب.
4- ذكر درجته في الكيفيات الاربع ليتبين الدخول به في التراكيب.
5- ذكر منافعه في سائر اعضاء البدن.
6- ذكر كيفية التصرف به مفرداً او مع غيره مغسولاً او مسحوقاً.
7- ذكر مضاره.
8- ذكر ما يصلحه.
9- المقدار المؤخوذ منه مفرداً او مركباً مطبوخاً او منشفاً بجرمه او عصارته اورقاً او اصولاً الى غير ذلك.
10- ما يقوم مقامه اذا فقد.
ثم يتوسع في مناقشة كل نقطة من النقاط اعلاه.
اما الدواء المركب فيحكمه عشرة قوانين ايضاً:
1- اختلاف المزاج في الفساد.
2- اختلاف حال المريض.
3- حال المريض بالنسبة الى الزمان والخلط.
4- قرب العضو المصاب (المصاب بالمرض) وبعده من المعدة.
5- ان يكون المرض في عضو شريف.
6- ان يكون المتداوي به كريه الطعم لا يُحتمل فيخلط بما يُصلح طعمه.
7- ان يكون ضاراً فيحتاج الى خلط بما يصلحه.
8- ان يكون الدواء مسلطاً على مطلق الخلط من غير استقصاء فيحتاج الى مقوي على استئصال الخلط كحاجة التبرد الى الزنجبيل او قوياً فيخلط بما يكسر صورته كالنشا مع العرطنيثا في الكحل.
9- بقاء الدواء زمناً طويلاً بحيث لايفسد فلابد من خلطه بما يفعل ذلك.
10- ان تدعو الحاجة الى افعال متعددة كالادمال واكل اللحم الزائد او انباته ولايتم ذلك إلا بمركب.
ثم يدون ملاحظاته حول كيفية تحضير الدواء المركب اكان سفوفاً ام شراباً او معجوناً او لعوقاً او مربياتا او ضموداً او نشوقاً….الخ
ثم يدخل على الباب الثالث وهو الاقراباذي أي علم الصيدله ويصف فيه مايزيد عن 1700 دواء مفرداً…ولنا –على ذلك – عودة ان شاء الله.
_____________________________________________________________________
* هو داؤود بن عمر الانطاكي, آخر الاطباء التراثيون الموسوعيون. ولد بانطاكيه عام 950 هجرية كسيحاً صغير الجسم واعمى. تعلم القرآن بعيد العاشرة. شغف بالعلم, وتعلم الادب والطبيعيات واستأثر الطب باهتمامه ومارس بالتلمس والاستجواب. زار دمشق ومصر وبلاد من الأناضول ومكة حيث استقر بها إلى حين وفاته. توفي عام 1008 هجرية/1599 ميلادية. وله مؤلفات غير التذكرة.
الدكتور سالم مجيد الشماع
اختصاصي الجراحة العامة
بغداد
«العودة
Leave a Reply