القيروان ودار الحكمة والتراث الطبي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لو نظرنا الى الامم قديمها وحديثها ماضيها وحاضرها, لو نظرنا الى نشوئها وحضارتها, اضمحلالها وسقطوها, لو تمعنا في كل ذلك, لادركنا ان المحرك الرئيسي لاي إمة في رحلتها عبر التأريخ او جزءاً منه هو الايمان بقضيتها, وان اقوى ايمان عرفته البشرية هو دين الاسلام, وهو بالضرورة اقوى ايمان عادل, وان البوتقة المهيأة له كانت العرب…. الذين اوصلوا تعاليم السماء الى اصقاع الدينا كلها ومعها المعرفة والعلم والاخلاق والحضارة بعد ان استندوا الى تراثهم وعلوه ما قبلهم وطوروا ما فيها واستنبطوا منها وزادوا عليا ووسعوها… ومن جمله اسباب انحسار الدولة العربية الاسلامية هو تشتت الايمان وضعفه بعد ان بلغوا شأواً لم تبلغه امة من الامم الى يومنا هذا فمهما وصلت الحضارة الاوربية منذ النهضة الصناعية التي قادتها فرنسا اولا ثم بريطانيا وغيرها من الامم الاوربية وتقودها حاليا الولايات المتحدة الامريكية التي اعتمدت على العالم وعلى نخبة من العلماء والباحثين من كل شعوب العالم وعلى المادة بصورة رئيسية وتركت المفاهيم الانسانية والقيم الاخلاقية فلسرعان ما ستهوي هذه الحضارة لا مفر, عندما تنحسر القيم والاخلاق الانسانية التي بدأت بالتغاير والانحطاط.

 

لننظر الى العرب المسلمين وهم في اول نشأتهم وهم يثبون من الجزيرة العربية بايمان دينهم وتعاليمه ووحدته ويصلون الى بلاد تونس. اول من وصلها عبدالله بن سعد بن ابي شرح إبان خلافة اخيه بالرضاعة عثمان بن عفان سنة 27هـ/648م إلا ان فتحها ثم على يد عقبة بن نافع النهري سنة 50هـ/670م في خلافة معاوية بن ابي سفيان مؤسس الدولة الاموية.

لم يجد العرب في بلاد تونس إلا قرى متفرقة قليلة العدد والمساكن وبعض الحصون الخربة المهدمة فيها مسحة من نقوشٍ ابلاها الدهر وعندما وصل عقبة بن نافع الى مكان القيروان غرس رمحه في الارض وقال لجنوده: هذا قيروانكم اي محطة قافلتكم…وهكذا سميت القيروان….وبدأ بناؤها سنة 50هـ …. وكان حسان بن النعمان هو المهندس والمخطط والمنظم للمدينة فبنى فيها ديواناً للجند وآخر للخراج وديواناً للرئاسة… وعل عهد موسى بن نصير تأسست دار ضرب العملة.

عصر الولاة :- تعاقب عليها 14 والي ثم اتسعت المدينة شيئاً فشيئأ واصبحت بعد مئة عام من امهات المدن العربية الاسلامية شرقا وغربا ومن اهم معالمها العمرانية الجامع المعروف بإسمها الذي اختطه عقبة بن نافع وقد تعرض للهدم عدة مرات عدا المحراب مرةً على يد حسان بن النعمان. ثم وسع ابان خلافة هشام بن عبدالملك ثم هدم مرة اخرى على يد الوالي يزيد بن حاتم سنة 155هـ, عدا المحراب وبناه من جديد ثم هدم على يد زيادة بن ابراهيم بن الاغلب عدا المحراب وبناه على احسن ما يكون.

كانت القيروان المركز الرئيس التي انطلقت منها القوات العربية الاسلامية الى المغرب والاندلس…ولحمايتها بنيت قواعد عسكرية على السواحل منها مدينة تونس وقرطاجة.

إلا ان الامر تعدى ذلك فاتخذ الولاة عليها اماكن خارج القيروان لتكون مركز ادارة شؤون البلاد.

خرجت القيروان عن التبعية المركزية للخلافة في المشرق وصارت بيد الاباضية حربا عند تولي عبد الرحمن بن رستم الحكم الا ان ذلك لم يدم طويلاً بعد ان جاء محمد بن الاشعث الخزاعي سنة 144هـ زمن ابو جعفر المنصور بعد استعادتها.

عصر الاغالبة:- في أواخر القرن الثاني للهجرة نال بنو الاغلب التميميون الاستقلال بإمارة افريقية وهي تونس لكنهم لم ينسلخوا عن الخلافة العباسية ولعل اعلى ما وصلت اليه الحضارة والمدينة في القيروان كانت على عهد الاغالبة… وكان مؤسس دولتهم ابراهيم بن الاغلب سنة 184هـ/800م على عهد هارون الرشيد.. وقد دامت مائة واثني عشر سنة…واحتضن امرأوها العلماء واهل الدين من السنة وتشردوا الحنفية والمالكية حيث انتشر المذهب الاخير بكافة انحاء المغرب…. وفي عهد زيادة الله بن ابراهيم فتحوا جزيرة صقليه وعاصمتها سالرنو وسيطروا على نابولي وجزيرة مالطه. اول من اتخذ مقر خارج القيروان هو ابراهيم بن الاغلب حيث شيد مدينة سماها العباسية سنة 184هـ وانتقل اليها واشتهرت باسم القصر القديم وبنى فيها جامعاُ فريداُ في هندسته وكانت العباسية تضم حمامات كثيرة وفنادق واسواقاً جمه… ومواجل للماء حيث كانت تمون القيروان بالماء اذا شح بمواجلها وفي عهد ابراهيم الثاني بن احمد بن الاغلب بنيت مدينة رقاده سنة 263هـ واكمل بناؤها بعد سنة وفيها قصر الفتح وانتقل اليها من القصر القديم وهي على بعد اربعة اميال من القيروان.

وكانت حافله بالقصور الفاخرة سمى احدها بغداد وآخر المختار وصارت اكبر من القيروان وانشأ فيها “دار الحكمة” كمعهد لتدريس العلوم وترجمة الكتب واستقدام لها علماء الطبيعة والفقه والادب والطب وزودها بنفائس الكتب من بغداد ودمشق ومصر والاندلس.

ولما تولى زيادة الله الاول بن الاغلب (توفي 223هـ) حفر فيها صهريجاً ملأه بالماء سماه البحر وبنى قصرا سماه “العروس” بأربعة طبقات…وظلت دار ملك الاغالبة الى ان هرب عنها زيادة الله الثالث من ابي عبيدالله المهدي…ثم تدهورت بعد ان انتقل عنها عبيدالله المهدي سنة 308هـ فدخلها الوهن وانتقل ساكنوها…ولم تزل تخرب شيئا فشيئاً الى ان ولي معد بن اسماعيل فخرب ما بقي منها وعفا آثارها وحرث منازلها ولم يبق منها غير بساتينها (هكذا انتهت الرقادة).

إلا ان القيروان منذ تأسيسها الى انتهاء دولة الاغالبة, لم تتأثر كثيراً بانتقال الولاة الى مراكز الحكم الغربية منها واستمرت بعطاءها حيث كان فيها بيمارستان كان هو الاول من نوعه في افريقيه سمى مستشفى الدمنة نسبة الى المكان وفيه اكثر من ثلاثين غرفة للمرضى يزوره الاطباء ويتفقده الامراء واشهر من اهتم بما هو زيادة الله الاكبر كما تشكلت فيها مدرسة القيروان الطبية وكان فيها اساتذة من الاطباء كبار وطلاب من مختلف الاصقاع ومكتبات عامرة.

عصر الفاطميين:- ثم قام عبيدالله المهدي سنة 304هـ ببناء مدينة المهدية تبعد قرابة مرحلتين عن القيراون على البحر وانتقل اليها سنة 308هـ وصفها المقدسي “خزانة القيروان ويطرح صقلية ومصر… عامرة اهله…من احب ان ينظر الى القسطنطينية فلينظر اليها ولا يتعنى الى بلد الروم فانها على عملها في جزيرة يدخل اليها عن طريق واحد مثل الشرك”.

ثم جاء المنصور بن القاسم فحاد عنها وبنى مدينة صبره عام 337هـ وسماها المنصوريه واستوطنها. وفي سنة 345هـ ابتدى في نقل صنائع اهل القيروان الى المنصوريه وسكنوا فيها ونقل ياقوت عن البكري “صبره متصله بالقيروان بناها اسماعيل بن القاسم بن عبيدالله سنة 337 وان مدينة المهدية خلت اكثرها وتهدمت” ثم جاء دور المنصوريه فخربتها غارات الاعراب سنة 442هـ.

ولما كانت اغلبية سكان القيروان من السنة المالكية فقد قامت فتن كثيرة بينهم وبنى رؤساء كتامة البربر وهم من شيعة الفاطمين مما قلل من شأنها كمركز للعلوم والتجارة والصناعة غير ان الضربة القاضية على القيروان حلت عندما اخلاها الزيريون فاجتاحها الهلالييون ونهبوا حوانيتها واقتلعوا خشبها وسقائفها وخربت العمارة العظيمة في ساعة واحدة وبات الناس في خوف عظيم وتفرق اهلها في كل وجه من مصر وصقليه والاندلس واقصى بلاد المغرب ولم تزل كذلك الى سنة 562هـ وكان آخر حكامها تميم بن المعز بن باديس.

كان العرب المسلمون اول ما يبدأون ان حلوا بأي ارض يسكنون ان يشيدوا جامعاً او مسجداً وكلما وسعت المدينة او اضافوا اليها حياً بنوا مسجداً آخر ولم يكن الجامع مكاناً للصلوات الخمس فحسب بل كان اداة للحياة… مدرسة علم واخلاق ومنتدى لغة وفقه وادب ومناقشة الاوضاع الاقتصادية والسياسية وفض النزاعات…. لذى نرى الجامع اذا كان كبيرا فيكون موضعه في وسط المدينة, كثير الابواب, كل باب يؤدي الى سوق… كما كان جامع القيروان فله عشرة ابواب, باب السماط, باب الرهادة, باب الصرافين, باب الفضوليين, باب المأذنة, باب الصباغيين, باب الحواري, باب سوق الخميس, باب الميضأة, باب الخاصة في الثمانين وكان مكانه في سرة البلد واكبر من جامع بن طولون وبه مقصورة للنساء وفيه مجلس للقضاء.

ومن المساجد في القيروان كان هنالك خمسون مسجداً كل باسم من بناه ومن الاسواق عشرون سوقاً كل باختصاص معين غير السوق الرئيس الذي كان يدعى السماط الاعظم.

وكان للقيروان ابواب على السور كل باب على درب, وعدد دروب القيروان خمسة عشر.

 

نعود الان الى دار الحكمة:

لم يكن يمارس في بلاد تونس الطب إلا استناداً على كتاب الفصول لابقراط. وبقى كذلك حتى انشاء مستشفى دمنة خلال حكم زيادة الله الاول الاغلبي وذلك في مدينة القيروان.

إلا ان المنظور الحقيقي كان بدخول الطبيب المسلم اسحاق بن عمران الذي بجهوده وجهود تلامذته وما بعدهم. وانشاء دار الحكمة اينع الطب في البلاد. واسحاق هذا بغدادي المولد والنشأه واخذ علمه من اكابر العلماء من بيت الحكمة العباسي الذي انشأه المأمون في بغداد. وقد بلغ اسحاق من الشهرة شأوأ كبيراً بحيث استقدمه (حوالي سنة 274هـ) ابراهيم الاغلبي الثاني (261-289هـ / 875-902م), كان يحب العلم والعلماء فقام بانشاء مدينة الرقاده لتكون المركز العلمي لدولته الى جانب العاصمة السياسية القيروان القريبة منها. واسس في الرقادة دار الحكمة مثيلاً لبيت الحكمة في بغداد وزودها بالكتب النفيسة كم اسلفنا وحذا ابنه عبدالله الثاني واحفاده حذوه في تبني العلم والمعرفة والاعتناء بدار الحكمة التي اصبحت بحكم موقعها الجغرافي حلقة وصل بين علوم المشرق والمغرب من جهة واوروبا عن طريق صقليه وجنوب ايطاليا من جهة اخرى.

واخذت مدرسة سالرنو بترجمة الكتب والمؤلفات العربية المتداولة في دار الحكمة في رقادة القيروان الى اللاتينية… والى ذلك يعزى ترجمة كتب اسحاق بن عمران وتلميذه اسحاق بن اسرائيل وابن الجزار الى العبرية واللاتينية … ظلت دار الحكمة في الرقادة مناراً علمياً عالياً الى ان استولى عبيدالله المهدي سنة 296هـ/909م على الديار التونسية فحوله الى مركز لبث الدعوة الفاطمية مما حدا بالعلماء الهجرة الى مصر والاندلس وسوريا وانتهت اعمال البحث العلمي والتأليف في الطب وغيره بعد اربعين عاماً من العمل الدؤوب.

لايوجد في التراث اسم طبيب على مستوى علمي عالي في ديار تونس الاغلبية قبل ان يدخلها اسحاق بن عمران الذي يعتبر مؤسس الطب هناك….كما ان خلفيات بن عمران غير واضحة المعالم إلا انه كان يعمل في بغداد وسامراء كطبيب مرموق مع اطباء يشار اليهم بالبنان امثال بختيشوع بن جبرائل وحنين بن اسحاق… وقد لبى ابن عمران دعوة امير الاغالبية ابراهيم الثاني بشروط ثلاث راحلة والف دينار وكتاب امان بعودته الى بغداد متى شاء.

ويبدو ان ابن عمران تحقق له انذاك ما كان يصبو اليه من توفير متطلبات الدراسة والاتصال بالعلماء وطلبة العلم والتدريس في دار الحكمة بالرقادة ووجد ايضا مستشفى متكامل في كل من القيروان ورقادة يمارس فيها الطب ويُدرّسه.

اما مستشفيات العرب في ذلك العهد فقد كانت واسعة وارفه فيها حدائق غناء في احسن مكان حيث يطيب الهواء… وفيها اقسام عديدة فاول ما تدخل اليه من البوابة الرئيسية هو العيادة الخارجية يعاين الاطباء المساعدون وطلاب الطب فيها المرضى ويعالجهم ومن يحتاج الى معالجة دائمة فيحال الى رئيس الاطباء الذي يعد ان يفحصه يأذن بدخوله الى المستشفى حيث يحمم بحمام ساخن ويُلبس البسةً نظيفة ويؤخذ الى احد اقسام المستشفى حسب مرضه مثل قسم الجراحة والنسائية وجراحة العظام والباطنية والاطفال والحميات… وهنالك مكتبة عامرة بالكتب للمرضى فيها كتب من لون وقاعة للنقاهة تصدح الموسيقى والغناء فيها اما اسرة المرضى فوثيرة واغطيتها من الدمقس الابيض والملاءات بغاية النعومة والبياض …. وفي كل غرفة تجد الماء جارياً والغرفة مدفأة شتاءاً والطعام مبذول حتى الدجاج ولحم الماشية وعندما يخرج المريض من المستشفى بعد شفائه يحصل على لباس جديد وخمس قطع ذهبية حتى لا يضطر للعمل خلال نقاهته.

استمر بن عمران في خدمة عبدالله الثاني ابن ابراهيم الثاني ثم في خدمة زيادة الله الثالث (290-296هـ / 903-909م) وهو آخر امراء الاغالبه … وحدث خلاف بين ابن عمران والامير زيادة الله الذي كان مصاباً بضيق النفس… بعد ان اغتابه احد اطباء الامير الذي كان يهودياً من اسبانيا وانتقده على اسلوب معالجته وقلة تأدبه في حضرة امير البلاد… فغضب هذا عليه وامر بفصده حتى مات وصلبه وبقي مصلوباً حتى عشعش الطير في جوفه وكان ذلك عام 294هـ / 906 م.

ولم تلبث دولة الاغالبة بعد وفاته بقليل ان انهارت واستولى عبيدالله الفاطمي على الحكم وهرب زيادة الله الى مصر ثم القدس حيث توفي فيها فقيراً بائساً.

عاش اسحاق بن عمران حوالي عشرين عاماً في القيروان… كان طبيباً حاذقاً متميزاً بتأليف الادوية المركبة بصيراً بتفرقة العلل أشبه الاوائل في علمه وجودة قريحته … ألف كتباً منها كتابه المعروف بنزهة النفس وكتابه في المالنخوليا لم يسبق الى مثله … وكتابه في الفصد … وكتابه في النبض وكتباً اخرى ومقالات كثيرة في الطب عُرِف عناوين خمسة عشر منها.

ومن تلاميذ اسحاق بن عمران ابنه علي بن اسحاق وزياد بن خلدون واسحاق بن سليمان الاسرائيلي وابو بكر محمد بن الجزار وهو عم احمد بن ابراهيم الشهير بابن الجزار وغيرهم.

قال بن جلجل: “به ظهر الطب بالمغرب وعرفت الفلسفة”, وقال عنه ابن صاعد الاندلس: “وهو الذي ألف بين الطب والفلسفة بديار المغرب”. رحم الله اسحاق بن عمران.

اما تلميذه اسحاق بن سليمان الاسرائيلي فقد ولد ونشأ بمصر وسافر الى القيروان وتتلمذ على يد اسحاق بن عمران وخدم الامام ابا محمد عبيدالله المهدي (اول الخلفاء الفاطميين). وكان اسحاق بن سليمان طبيباً فاضلاً بليغاً مشهوراً بالمعرفة والنطق ولم يتخذ امرأه … ويروى انه قال لي اربعة كتب تحي ذكري اكثر من الولد وهي كتاب الحميات, وكتاب الاغذية والادوية, وكتاب البول, وكتاب الاسطقسات,… توفي سنة 320هـ بعد ان عاش نيف ومائة عام.

هذا فيض من غيض…فلدار الحكمة والقيروان دوراً كبيراً في اعمار صقليه وجعلها جنة في الارض وقمة في الحضارة والعلم خاصة الطب فترة طويلة ولذلك حديث آخر ومن التأريخ نتعلم.

 

شكرا لحسن استماعكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

المصادر:

1- القيروان ودورها في الحضارة الاسلامية – د.محمد محمد زيتون

2- القيروان في العهود الاسلامية الاولى – الدكتور صالح احمد العلي

3- كتاب في المعدة وامراضها ومداواتها – لابن الجزار القيرواني تحقيق سلمان قطابة 1980

4- مختصر تأريخ الطب العربي – للدكتور كمال السامرائي

5- عيون الانباء في طبقات الاطباء – لابن ابن اصيبعة

6- اثر الحضارة العربية في اوربا – زيغريد هونكه

 

ألقيت هذه المحاضرة في قاعة الجمعية الطبية العراقية –سابقاً- نقابة الاطباء حالياً, سنة 2000م

 

«العودة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

 


 

هل لديك سؤال أو تعليق؟



يتم أبدا نشر البريد الإلكتروني الخاص بك